عجائب الأنوار النبوية التي شهدها المؤمنون وغاب عنها المنافقون

[center]عجائب الأنوار النبوية التي شهدها المؤمنون وغاب عنها المنافقون
النبي صلى الله عليه وسلم بإجماع المسلمين هو
أولاً : بشر (يوحى إليه) وذلك مثبت محكم بصريح القرآن لا يستطيع أن ينكر أصل حقيقته أحد فهو معلوم من الدين بالضرورة
ثانياً : يوحى إليه (أي نبي رسول له من خصائص الإكرام الإلهي ما لا يعلم عظيم مقداره إلا الله)

المنافقون وأعداء الله موتى القلوب يقولون عن النبي كما أخبر الله عنهم
(( مَا هَذا إلا بَشَرٌ ))(سورة المؤمنون)
أما المؤمنون فيرفضون لهجة المنافقين عندما ينادون بالبشرية مع الغض من الخصوصية مع علمهم بحقيقة البشرية التي
يعلمونها كما علمهم الله لكنهم يتأدبون بآداب الشريعة ولا يذكرون البشرية إلا مصحوبة بخصائص النبوة الكثيرة
ويردون على المنافقين بإثبات بوارق الحقائق النورانية التي اختص الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم
فيفرح المنافقون المجرمون ويقصون من الكلام ما يحلو لهم ويستغلون أدب الخطاب عند المؤمنين
فيقولون انظروا هؤلاء ينكرون بشرية النبي
فالمنافقون محجوبون عن حقائق نورانية النبوة وكانوا ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهم لا يبصرون شيئاً من
أنوار الخصوصية الحسية والمعنوية

وأهل الإيمان الكامل يروقهم وتحيا قلوبهم عند سماع الأحاديث
الصحيحة أو الحسنة التي تتكلم عن الأنوار الحسية كحديث نورانية وجه النبي صلى الله عليه وسلم الحسية
وأن نوره كأن الشمس تجري في وجهه صلى الله عليه وسلم
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ﴿ما رأيتُ أحسنَ منَ النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كأنَّ الشمسَ تجرِي في وَجهِهِ﴾ رواه الإمام الترمذي .
وراجع بعض الأحاديث الكثيرة في الباب على الرابط
http://al7ewar.net/forum/showthread.php?t=3548
والآيات القرآنية كقوله تعالى (وداعياً إلى الله بإذنهِ وسراجَاً مُنيراً)(الأحزاب)
وعجائب أقوال أئمة التفسير المحققين فيها
وغيرها الأحاديث والآيات الكثيرة المشهورة التي تثبت خصائص النبوة
كخصائص بصر النبي وسمعه وعدم نوم قلبه صلى الله عليه وسلم وغيرها من صور إكرام الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
والأنوار المعنوية لا ينكر حقيقتها أحد فهي معلومة من الدين بالضرورة
فأنوار المعاني كالصدق والأمانة والخلق الكريم والحلم والجود والبِشر ودعوة الحق
كلها كانت أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
وطبعاً هذا الفهم الصحيح لا يتعارض مع وصف العبودية المطلق لجميع الخلق
وافتقارهم الخالص لله رب العالمين
وهو أساس الدين الذي دعانا إليه النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور
من ظلمات عبودية المخلوق للمخلوق إلى عبودية جميع الخلق لخالقهم الواحد الأحد

و هناك مسألة خاصة وهي مسألة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم قبل خلق آدم
يوجد أقوال كثيرة لكبار سادتنا علماء السنة ونحن نحترمهم ونثمن
حبهم وإشراق قلوبهم الربانية وهي مسألة فرعية الله أعلم بها بكمالها
ما دام لم يأت فيها الأحاديث المشهورة والمتواترة بل الأولى عدم تكليف المسلمين بالخوض الزائد فيها
مع تفويض أمرها إلى الله
لكن إن أريد أن الله بقضائه وقدره قضى وقدر في علمه الأزلي بأنه سيختص النبي صلى الله عليه وسلم بالنبوة قبل خلق الخلق فهذا محمل حسن صحيح عند أهل الحق وهناك حقائق ومعارف لا يعقلها ويعلمها إلا الراسخون في العلم والحديث

اللهم حققنا بشهود أنوار الجمال والكمال والبهاء التي ألبستها حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم
ولا تجعلنا من المنافقين الهالكين الذين قلت عنهم (( وتراهمْ ينظرونَ إليكَ وهم لا يُبصِرونَ))

وصلى الله على نبي الجمال سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

يقول الإمام الأوشي الفرغاني الحنفي الماتريدي
وختمُ الرُّسْلِ بالصَّدر المعلَّى نبيٌّ هاشميٌّ ذو جمالِ
إمامُ الأنبياء بلا اختلافٍ وتاجُ الأصفياء بلا اختلالٍ
وباقٍ شرعه في كلِّ وقتٍ إلى يومِ القيامة وارتحالِ



وفي الختام حتى يعرف الناس مدى قوة مدد الأنوار الإلهية لنبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم

أذكر بعض الأنوار التي يكرم الله عباد الصالحين فعن أي أنوار أكلمكم
(يومَ ترَى المُؤمنينَ والمُؤمنَاتِ يَسعَى نُورُهُم بينَ أيديهِم وبِأَيمَانِهِم) (الحديد)

منها أنوار الهداية التي يفرقون فيها بين الحق والباطل ويمشون بها في الناس
(أفمَن كَانَ مَيْتاً فَأحيَينَاهُ وجَعَلنَا لَهُ نُورَاً يَمشِي بِهِ فِي النَّاس)
ومن الأنوار أنوار الجمال والجلال
فلا يكون الإنسان فظاً غليظاً بل يوفق للرحمة بالعباد
مع الحزم والحكمة والبصيرة
ومن الأنوار هي الأنوار التي تجعل الإنسان لا ينظر لشيء إلا ويشاهد عجائب تجليات الله وقوة أنوار أحديته ووحدانيته في كل شيء
فيُشرح صدره بحقائق الشهود الذوقي للا إله إلا الله فيفنى عالم الرياء والغرور ويحيا بدلاً منه شعوره بالفقر الذاتي المطلق لله رب العالمين ويختفي الكبر ومنازعة التوحيد بالنفوس المظلمة
فيعيش حالة الاضطرار الذي لا حدود له ثم يختم له بتجليات لا حدود لها من الحب الإلهي فيتحرق قلبه حقيقة بالجمال وتذهل روحه من عظمة ما تشاهده من قوة أنوار الجلال الذي يدفعه للقيام بالخلافة
الصحيحة ومجاهدة النفس وتحقيق الهدف الذي خلقه الله له
بالإصلاح ومحاربة الإفساد في الأرض وتحصيل العلم والعمل النافع وإعمار الأرض بالخير والفضيلة ونصرة أهل الحق وكف أهل الباطل
مع العبادة الممزوجة بالفقه الصحيح والمعرفة والفهم والشوق والحب والإضطرار(الفقر الذاتي الغير معلل بعلة)
الذي يسوقه لشهود لا إله إلا الله في كل وقت وحين وببركته يحل نور الذكر فيخنس الشيطان ويحيا القلب بنور الرحمن

هذا النور يتحقق لمن اتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته بالسند الصحيح شيخاً عن شيخٍ فيقتبس المؤمنون من أنوار بعضهم بعضاً في حين يهلك المنافقون فلا أنوار تكشف لهم الطريق .
فكيف بأنوار النبي إمام المنكسرين إلى الله والمتذللين بالفقر إليه والعبودية بين يديه
اللهم صلِّ على سيدنا محمد شمس الجمال وعلى آله وأصحابه أجمعين
اللهم تكرم علينا وأدركنا بالاتصال والأخذ عن مئات الشيوخ الذين أتصل سندهم حقيقة بالنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وأمدنا بأنوارهم
وتجلى علينا بجمال أسمائك وأظهر على ظواهرنا نور جمال فضلك ولطفك وحفظك ورحمتك

وأحطنا بأنوارك وبملائكتك وبجنودك التي لا نراها
وأكفنا أعداءك الذين لا يجاوز القرآن تراقيهم وأعلنوا الحرب على أوليائك
وسلبتهم ظاهراً وباطنا فاكف المسلمين شرر أهوائهم المسعورة وحقائقهم المطموسة
وأحينا بأهلك المحبوبين الذين شغلوا وذهلوا بمطالعة أنوار تجلياتك عن كل ما سواك
وأحرسنا بعزة وقوة لا إله إلا الله
وصلى الله على سيدنا محمد شمس الجمال وعلى آله وصحبه وسلم .